عاممقالات

هل من نظرة جديدة للفلاح .. فى يوم عيده ؟

تحل اليوم الذكرى الثانية والسبعين على بداية الإحتفال بعيد الفلاح والتى تزامنت مع صدور قانون الإصلاح الزراعى بعد ثورة يوليو ١٩٥٢، ولكن للأسف تناسى الجميع هذه الإحتفال وسقط من الذاكرة كما سقط الإهتمام بهذة الفئة الهامة والتى لا تعتبر أحد أهم مكونات المجتمع فقط بل هى العصب الأساسى فى تكوينه وإمداده بإحتياجاته الأساسية للوجود من قمح وأرز و فاكهه وخضار وألبان ومنتجاتها.

ومع ذلك تجد فئة الفلاحين والمزارعين فئة هادئة صابرة تعمل وفقط دون أن تطالب يوما بمطالب فئوية مثل غيرهم من فئات المجتمع، وذلك رغما من المشاكل الكبيرة التي أصبح يعانى منها الفلاح والتى جعلت البعض يهجر مهنة الفلاحة والتي لم تعد ذات جدوى إقتصادية بعد الإرتفاع الكبير وغير المعقول فى أسعار المبيدات و الأسمدة الزراعية وأسعار التقاوى وكذلك الأيدى العاملة فى مجال الزراعة ومصاريف الرى من ماكينات و سولار.

والمتابع لما كان علية حال الفلاح قديما والآن، يجد الفارق الكبير الذى أصبح الآن يؤرقة ويجعل أحواله ومكاسبه وجنيه لتعبه ومجهوده طوال العام لم يعد كما كان.

وعندما تتحدث معهم تجدهم يسردون لك ذكريات الماضى الجميل عندما كانت الجمعيات الزراعية توفر لهم المبيدات و الأسمدة بكميات كبيرة وبأسعار زهيدة يقوموا بدفعها عند جنى المحصول، وكيف كان الإرشاد الزراعى يقوم بدوره التنويري والتعليمى معهم، وكيف كانت مياه الرى متوافرة ولا تسبب لهم أزمة، وكيف كانوا ينتظرون موسم القمح والقطن والأرز والتى كانت بمثابة أعياد، وذلك ليزوجوا أبناءهم أو يقوموا بتشييد منازلهم من أسعار محاصيلهم.

وفى هذا العيد الثانى والسبعين للفلاح، و الذى أصبح مجرد مسمى تتذكره فئة قليلة جدا، ندعو لنظرة جديدة حقيقية وفاعلة فى أحوال الفلاحين والمزارعين لتعود الجميعات الزراعية لدورها الفاعل والحقيقي في خدمة الفلاح وتوفير كل ما يستلزم العملية الزراعية وبدعم كبير، فهل يعقل أن يقدم الدعم والحوافز للمصدرين ويتم تجاهل أساس العملية الإنتاجية من المزارعين، وأن يتم عمل حلقات لتسويق المنتجات الزراعية في جميع أنحاء الجمهورية مما سيقلل من الوسطاء وما يتبع ذلك من مصلحة مشتركة للفلاح وللمستهلك النهائى والذى أصبح هو الأخر يكتوى بغلاء الأسعار، وكذلك تحديد أسعار عادلة للمحاصيل تحقق للفلاح حياة كريمة وتتناسب مع أسعار إستيراد هذه المحاصيل من الخارج.

وكذلك يحتاج الفلاحون لنقابة حقيقية تعبر عنهم وعن همومهم ومشاكلهم وتطلعاتهم.

وفى النهاية أدعو أن يعود عيد الفلاح ليكون عيداً حقيقياً وليس مجرد مسمى وذكرى بلا معنى، وأن يصبح الفلاح فى بؤرة إهتمام المسؤلين بإعتبارة أحد أهم مكونات المجتمع القادر على إحداث نهضة ومساهمة كبيرة فى الإقتصاد الوطنى للبلاد.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى